مَدْخَلٌ : وَفِي هَوَّاكَ ذَابَ السُّكَّرُ وَرَحَلَ النَّرْجِسُ .. وَغُنِّى الأُورْكِيد لِليَاسْمِينِ وَاِللِّيلَكُ عَشَقٍّ وَجُنُونٍ : صَوْتُكَ النَّاعِسُ يُسَكِّرُنِي لَمْسَتُكَ الحَانِيَةُ تُلْهِبُنِي تَفَاصِيلُكَ الهَادِئَةُ تُفْقِدُنِي صَوَابِي عَشِقْتُ حَتَّى جُنُونِكَ وَثَوْرَتِكَ وَغَضَبِكَ رِسَالَتِي لَكَ : هَلَا نَظَرَتْ لِي وَبَعْثَرَتْنِي وَنَثَرَتْ رَمَادٌ رُوحِيٌّ لِأَحْيَا بِكَ عَشِقَا جَمِيلًا أَنْتَ لِي مَوْطِنٌ وَقَلْبُكَ مَسْكَنِي : يَا شَارِدًا أَتْعَبَنِي هُرُوبُهُ يَا حَامِلًا فِي قَلْبِهِ بُسْتَانٌ عُدُّ وَاثِقًا صَارِخًا مزمجرآ عُدْ يَا حَبِيبَ الرُّوحِ لِلأَوْطَانِ أَتَعَلَّمُ يَا مَنْ لَهُ القَلْبُ عَاشِقًا بِأَنَّ نَبْضِي لَكَ وَ الوِجْدَانَ هَلَا فَتَحْتَ ذِرَاعَيْكَ شَوْقًا وَضَمَمْتَنِي حَتَّى تُفَتِّتَ عِظَامُي عَالَمِي بِدُونِكَ كَمِصْبَاحٍ بِلَا ضَوْءٍ : إِنَّ الهُوَى يَا مَوْطِنِي يَا مِنْ إِلَيْهِ أَنْتَمِي لَمْ وَلَا لَنْ يَكُونَ إِلَّا لَسَوَّاكَ .. أُحِبُّكَ يَامِنُ أَبْكَانِي وَحَلَّقَ بِي خَلْفَ السّ