مـــقـــآل : البطالة / بقلمي | جصري لجريح الليل

مقال البطالة / بقلمي
نوعه : مقال حجاجي

عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ
مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ . (صحيح البخاري)


البطالة لغة : " التعطل ونقيض العمالة والقعود عن السعي لمنفعة الدنيا او الآخرة "
المعجم الوسيط "… وبطل العامل بِطالة: تعطّل، فهو بطّال" ، وورد فى المصباح المنير "..
وبَطَلَ الأجير من العمل فهو بطّال بيّن البَطالة بالفتح … وربما قيل بُطالة بالضم حملاً على
نقيضهـا وهي العُمالة" ، وورد في المفردات للأصفهاني "…ويقال للمستقل عمّا يعود بنفع
دنيوي أو أخروي بَطّال، وهو ذو بِطالة بالكسر .."

إصلاحا : هي ظاهرة إقتصادية ظهرت مع إزدهار الصناعة ، إذا لم يكن لها معنى في الحياة
الريفية القديمة ، كما ان منظمة جبه الدولية قد عرفتها بأنها تمثل كل شخص راغب و قادر
على العمل ويبحث عنه أيضا و لكن دون أن يجده .

ومن هنا وجب عليّ توضيح هذا الأمر الذي يقع فيه الكثير مخطئين ، من هو العاطل عن
العمل ؟ ومن هم الذين لا يدخلون تحت هذا الباب ؟ إذا دعونا نلقي نظرة على ما قيل في
أحد المقالات السابقة التي اطلعت عليها قبل كتابتي لهذا المقال .

قال أحدهم : " يتضح أنه ليس كل من لا يعمل عاطل فالتلاميذ والمعاقين والمسنين
والمتقاعدين ومن فقد الأمل في العثور على عمل وأصحاب العمل المؤقت ومن هم في
غنى عن العمل لا يتم أعتبارهم عاطلين عن العمل. ويسمى من يعاني منها عاطلا في
المشرق وبطّالا في المغرب. "


كلام سليم ولدي تعقيب على هذا الإقتباس ، لماذا استثني هؤلاء من البطالة ؟ أليس هذا
بسؤال وجيه يجب أن يتفكر به كل فرد عاقل ؟
دعونا نبدأ بالتلاميذ ليسوا ممن يعانون البطالة إن كانوا تحت سن الثامنة عشر ولكن ما أن
يكون طالب العلم جامعي فهو مسؤول عن تلبية احتياجاته بنفسه ، أما بالنسبة للمتقاعدين
فلديهم الراتب التقاعدي وهذا أمر بديهي ان لا يكونوا من ضمن من هم يعانون من البطالة ،
ماذا عن أصحاب العمل المؤقت ؟ كيف يستثنون من البطالة بما ان عملهم مؤقت فبالتأكيد
لديهم بطالة مؤقته فظروف العمل لا تسمح لهم بأن يمارسوا أعمالهم طيلة العام ربما لـ
ثلاثة أو ستة أشهر في العام يستطيعون العمل إذا كيف يعيش هؤلاء ان صنفوا بعيدا عن
البطالة ؟ إن ما يجنونه من أموال هي حسب ظروف عملهم المؤقت وبالتالي هم سيرغبون
حتما بالعمل في أشهر البطالة المؤقته ، ولدينا أيضا المسنين هذه الفئة من الناس
لإهتمام ذويهم بهم وليس للعمل إنهم بحاجة أكثر للرحمة و اللطف و المعاملة الحسنة ،
وقوت يومهم مما لديهم ولا يطلبون الكثير فلماذا نرى الكثير قد تخلى عنهم لدار المسنين ،
لطفا أهذا جزاء الإحسان ؟ أهكذا تعامل من رباك واعتنى بك الى أن أصبحت في ريعان
شبابك ؟ كم آية في القرآن الكريم جاءت في حق البر بالوالدين ؟

الكثير ومنهم: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً ﴾ [الأحقاف:15] ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا
وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء:23] ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا
رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء : 24] ﴿ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾[النساء:36]
﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ﴾ [الأنعام:151] 
وغيرهم الكثير ، وفي النهاية سأتحدث عن " المعاقين " أولا
فلنرتقي بأنفسنا هؤلاء ذوي إحتياجات خاصة ومشاركتهم في بناء المجتمع حق لهم ، و إن
كان أحدكم ليس راغبا بتواجدهم حوله ، فليضع ما سأقوله نصب عينيه ، من أنت لترى نفسك
أفضل منهم ماذا فعلت لخدمة مجتمعك ؟ ألديك ما يميزك عنهم ؟ ما هي مهاراتك و
إبداعاتك ؟ ما هي مجالاتك التي تستطيع خدمة وطنك بها ؟ إن كنت ترى نفسك أفضل
منهم ويحق لك ما لا يحق لهم دعني أقل لك بأن البشر في الدنيا يواكبون التطور و العلم
و المعرفة و انت لازلت قابعا في مستنقع جهلك بل ومسيطر عليك غرورك و أنانيتك ، نعم
يحق لهم ما يحق لنا .

ومن هنا يتضح لنا بأن للبطالة أنواع و لكن كيف يتم حساب معدل البطالة ؟
يصعب حسابه بدقة كما ان نسبة العاطلين عن العمل تختلف بحسب الوسط و المجتمع ، لذا
فإن معدل البطالة = (عدد العاطلين مقسوما بعدد القوة العاملة) مضروباً بمائة.
معدل مشاركة القوة العاملة = (قوة العمالة مقسوما على النسبة الفاعلة) مضروباً بمائة.


و الأن فلنرى ما هي أنواع البطالة ، لدينا أربعة أنواع للبطالة وهم :

البطالة الدورية (البنيوية) : وهي نتاج عن دورية النظام الرأس مالي ، كما انها دوما في
انتقال ما بين والتوسع الاقتصادي وبين الإنكماش والأزمة الاقتصادية التي ينتج عنها وقف
التوظيف والتنفيس عن الأزمة بتسريح العمال.

البطالة المرتبطة بهيكلة الاقتصاد : وهي نتاج عن تغير في هيكل طبيعة العمل الإقتصادي
بحثاً عن شروط استغلال أفضل ومن أجل ربح أعلى.

البطالة المقنعة : هي مسمى قد يطلق على من يقوم بعمل ثانوي لا يوفر لهُ كفايتهُ من
سبل العيش ، أو قيام بضعة أفراد بالعمل سوية في عمل قادر على انجازه فرد واحد او اثنان .

البطالة الإحتكاكية : مسمى يطلق على من يعاني من البطالة المؤقته .


وللبطالة سلبيات كثيرة دعونا ننظر لأحد المقالات ماذا قال صاحبها :
" إن البطالة لها آثارها على المستوى الاجتماعي والسياسي والأمني "
وتابع حديثه :
" ترتبط البطالة بانقطاع الدخل ومن ثم صعوبة الحياة نتيجة العجز في تلبية الحاجات
الإنسانية الضرورية مما يترتب عليه الجنوح إلى الجرائم الاجتماعية والإرهاب والعنف وجرائم
الآداب وانتشار مصادر الدخل غير المشروعة " 


تعليقي : وهناك سلبيات كثيرة غير ان طرق الدخل الغير مشروعة ذات إغراء كبير لهذه الفئة من البشر على جميع المستويات .

و أضاف قائلا :
" فضلا عن الإحسان بالفقر بالإضافة إلى النقمة على المجتمع بصفة عامة "


تعليقي : الإحسان يقصد بها الإحساس وعلى ما يبدو وقع هذا الخطأ سهوا .

ثم استرسل قائلا :
" تعني حرمان العامل الذي توقف عن العمل من مورد رزقه، وهو ما يؤدي إلى عجزه عن
إشباع حاجته الضرورية بالطرق المشروعة، مما قد يضطره إلى سلك سبيل الجريمة لتحقيق
هذا الإشباع "
و استدرك قوله :
" ليس كل المتعطلين يسلكون سبيل الجريمة لإشباع حاجاتهم الضرورية ،بل أن منهم من
يقوى على الصمود في مواجهة هذه الأزمة الطارئة "


تعليقي : ومن هنا نعي خطورة ظاهرة البطالة وسلبياتها وكيفية تفاقم الأزمات في المجتمع كلما كثرت هذه الظاهرة في المجتمع نفسه .

سلبيات البطالة على الفرد اجتماعيا ، نفسيا ، صحيا ، أمنيا ، مدنيا ، وسياسيا :

1. أحد أسباب عدم استقرار العلاقات الإجتماعية وكثرة تقلبها .
2. تسبب تفاقم شعور الضياع والخيبة و الإحساس بفقدان الأمل مع الحزن ، الكآبة و الفراغ.
3. تسبب الشعور بالوحدة و العزلة ومن ثم الإنغلاق على النفس و البؤس و العجز.
4. قد تؤدي الى الإنفلات و الإنحلال الأخلاقي أو الإنتحار.
5. أحد أسباب السلوك الإجرامي لدى الفرد ، ولذلك لكون العلاقة بين البطالة و الجريمة
علاقة ديناميكية .
6. أحد عوامل التفكك الأسري
7. من مسببات البطالة الأمية أو عدم اكمال الدراسة للثانوية أو حتى الجامعية ، اذا العلاقة
هنا طردية والبطالة هنا مركبة .
8. أحد عوامل الإطرابات النفسية والشخصية .
9. الأمراض و الإعياء البدني ، كارتفاع كل من ضغط الدم و السكر و الكوليسترول المؤدية
الى أمراض القلب .
10. ظهور الأوضاع الشاذة كالسرقة و الرذيلة وتعاطي المخدات و الكحول .
11. عدم القدرة على الزواج وتأسيس عائلة .
12. تولد العنف و الإرهاب و التخريب و النصب و الاحتيال .
13. هجرة العوائل من الوطن بغية الحصول على عمل في الخارج .
14. خسارة الكفاءات و أصحاب المجال في العمل تعتبر خسارة فادحة للوطن .
15. السخط الشعبي و التوترات السياسية والمخاطر التي قد تترتب عليها .

كل هذا و أكثر ولازالت معدلات البطالة في ازدياد متضخم .

ما هو دور الحكومات ؟ وما هي الحلول التي يترتب عليها القيام بها ؟
و أين النقابات المهنية من كل هذا ؟

دور الحكومة في محاربة البطالة :
1. عبر تأثيرها في الإقتصاد ودعم القطاع العام دعما ماليا ، فنيا ، بشريا ، اصلاحيا ، تطويريا.
2. التوسع في القطاع العام بمزيد من المؤسسات الزراعية التجارية و الصناعية .
3. قتل الفساد الموجود به تفعيل الرقابة فيه وعليه .
4. الإستعانة بالمصارف المركزية.
5. الوقوف ضد خصخصة المؤسسات الاستراتيجية والسلع الضرورية مع ضمان شفافيتها و
دمقراطيتها من خلال الرجوع الى الشعب و رقابة الدولة .
6. تفعيل المجالات الإنتاجية عبر توجيه القطاع الخاص و الاستثمار الأجنبي بها
7. تخفيض الضرائب والرسوم في المجالات الانتاجية .
8. تسهيل حركة انتقال العمالة و الاستثمار بين الدول العربية والإسلامية .
9. دعم المشاريع الصغيرة وتفعيل التمويل الاصغر .
10. مواكبة تطوير النظام التعليمي و التكنولوجي و الفني .
11. السماح بالتقاعد المبكر .
12. العمل في الخارج لفترة مؤقته أو العمل في الفترة التجريبية لكسب الخبرة.
13. استراحة العمل عوضا عن بالفصل التعسفي .
14. تحفيز المواطنين على استثمار أموالهم و شراء الأسهم في البنوك الإسلامية .
15. ضمان المساواة في الفرص والمعاملة لجميع العاملين بالإضافة إلى تنظيم عملية
استقدام العمالة الأجنبية وتقنينها .
16. حصر و تهيئة بيانات عن معدل البطالة و حجمها و نوعها بما يمكن وضع سياسات ملائنة
لها و قياس مدى فعالية السياسات الاقتصادية للحد منها .
17. مجمعات سكانية يكون الغرض الأساسي في إنشائها امتصاص جزء من الطاقات
البشرية المعطلة وتحويلها إلى قوى عاملة مستخدمة .
18. تشجيع رجال الأعمال القادرين على القيام بالمشروعات الخيرية والاجتماعية بل و
تشجيع إنشاء صناديق التكافل الاجتماعي للفئات محددة الدخل.

دور النقابة المهنية :
1. عدم السماح بإنتهاك حقوق الموظفين (حقوق العمال)
2. التأمين على الحياة لكل عامل يعمل في عمل خطر و قد يتسبب له بأمراض خطيرة ، العجز
الدائم ، الحوادث ، أو بتر الأعضاء .
3. المفاوضات لزيادة الأجور القليلة .
4. التعاون بين الموظفين و نقاباتهم .
5. الحد من سلبيات سياسة التنقل بين الوظائف .

نحن في مجتمع عربي مسلم واعٍ ومدركٌ بأن الإسلام يشجع على أهمية العمل ويعظم من
شأنه ، كما في قوله تعالى ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 105] 
في هذه الآية يحثنا الإسلام على العمل و كما قال النبى - صل الله عليه وآله وسلم - في
العمل وتجنب سؤال الناس ( لأن يأخذ أحدكم حبله , ثم يغدو إلى الجبل فيتحطب , فيبيع
فيأكل ويتصدق , خير له من أن يسأل الناس ) 
وليس هذا فحسب بدل يدعونا - صل الله عليه
و آله وسلم - 
إلى إتقان العمل أيضا فيقول ( إن الله يحب أحدكم إذا عَمِلَ عملاً أن يتقنه ،
قيل وما اتقانه يا رسول الله ؟ قال : " يخلصه من الرياء والبدعة " ) .

يقول المولى في محكم كتابه ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً
طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [سورة النحل : 97 ] 
ويذكر الرسول - صل
الله عليه وآله و سلم - : (ما بَعَث الله نبيًّا إلا رعَى الغَنَم) 
ونبي الله موسى كان يرعى الغنم
﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ
فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى ﴾ [طه: 17 - 18] 
، فحتى الأنبياء عليهم السلام كانت لهم مهن مختلفة غير
رعي الغنم ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51] 
فنبي الله يوسف عليه السلام كان عزيز مصر ﴿ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ ﴾ [يوسف: 55]
ونبي الله عيسى عمل بالطب ﴿ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾
[آل عمران: 49]
 ونبي الله آدم كان فلاحا تساعده زوجته في جميع الأعمال التي تطلبها
مهنة الزراعة فكان يحرث الأرض و يزرعها بنفسه بل و يصنع كل المعدات التي يحتاجها في
مهنته ، بينما كان نبي الله نوح نجارًا قال الله - عزَّ وجلَّ - في محكم كتابه ﴿ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ
بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ ﴾ [هود 37 - 38]
 ،
كما أن نبي الله إلياس كان نساجا ، ونبي الله إدريس عليه السلام كان خياطًا ، ونبي الله
داود عليه السلام كان حدادًا كقوله تعالى في محكم كتابه العزيز : ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا
فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا
صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [سبأ: 10 - 11] ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ
وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ﴾ [الحديد: 25] 
،
نبي الله إسماعيل و والده النبي ابراهيم عليهما السلام عملا في البناء فكان نبي الله
ابراهيم عليه السلام يبني الكعبة و ابنه اسماعيل عليه السلام يعينه في ذلك ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ
إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [البقرة: 127]
.

وفي الختام أذكركم بأننا نجد في العمل المشقة و التعب ورغم ذلك الجهد الذي نبذله الإ
أننا نجد الراحة في ضمائرنا بأن ما نقتات عليه هو من تعبنا ولسنا مضطرين أبدا للذل و
الإهانة وإراقة ماء وجهنا بإتكالنا على الآخرين ، العمل يرفع قيمة الإنسان ويخدم الفرد
و مجتمعه به ويقول الله سبحانه وتعالى : ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا
مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الجمعة: 10]
 .

بقلم / سماء الآلام
كبرى عباس الأغتم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السبيل لإتقان الكتابة باللغة العربية الفصحى | حصري لـــ جريح الليل

يكفيك صمت السنين