سماء الآلام

تِلْكَ الصُّدْفَةُ الَّتِي جَمَعَتْنِي بِكَ ثُمَّ فَرَّقَتْنَا كَمْ هِيَ قَاسِيَةٌ وَمُؤْلِمَةٌ فَصَوْتِكَ الخريري لِأَزَالَ عَالِقًا فِي ذِهْنِي وَاِبْتِسَامَتُكَ وَحْدَهَا تُزِيحُ الحَزَنَ عَنِّي بقلم / سماء الآلام

هَلْ لِي أَنْ أَطْلُبَ  مِنْ قَلْبِكَ الكَبِيرِ أَنْ يُسَامِحَنِي هَلْ لِي بَانٍ أَقْطِفُ  مِنْ شَفَتَيْكَ اِبْتِسَامَةً تُسْعِدُنِي قَدْ لَا تَرَانِي جَيِّدًا  وَأَنْت تُحْدِقُ فِيَّ بِعَيْنَيْكَ لَكِنَّي أَكِيدَةٌ بِأَنْ قَلْبُكَ  يَرَانِي بِوُضُوحٍ تَامٍّ فلَا تَدَعُ يَدِي تُفَلَّتُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْكَ فَأَنْتِ وَحَدَّكِ سَعَادَتِي بقلم / سماء الآلام

أَكْثَرُ مَا يَتعبُنِي هُوَ صَمْتُكَ الَّذِي يُؤْرِقُنِي  فَأَنْتِ قَدْ حَرَمَتْنِي بَهْجَةُ الدُّنْيَا حِين  تَوَقَّفْتَ عَنْ حَدِيثِكَ مَعَي وَكَآنِكَ تُعَاقِبُنِي عَلَى أَمْرٍ لَا أَعْلَمُ مَا هُوَ حَتَّى  بقلم / سماء الآلام

القصيدة على بحر الكامل  وقد خطتّها في صباح هذا اليوم  وَدَقُ السّمَاْءِ أَتَىْ لَنَاْ وَ عِنَادُهَاْ هَوَ يَا صَدِيقِي مُتْعِبٌ لِفُؤادِهَاْ كَمْ مَرّةً قَدْ قُلْتُ لَاْ وَ لَاْ اِنْتَهَتْ بَلْ تَابَعَتْ فِيْ دَرْبِهَاْ وَرَمَىْ بِهَاْ عَاْدَتْ مُحِمّلَةً بِحِزْنٍ أَسْوَدٍ وَالقَلْبُ دَاْمٍ مُثْخَنٌ بِجِرَاحِهَاْ غَضَبٌ تَسَلّلَ فِيْ عِيُوْنٍ دَاْمِعَةْ جَمْرٌ وَقَدْ هَاْجَتْ دِمَاْءُ عُرُوْقِهَاْ وَشَرَاْرَةٌ لِلْإِنْتِقَاْمِ تَمَثّلَتْ وَالنّاْرُ شَاْعِلَتٌ هُنَاْكَ بِقَلْبِهَاْ لِمَ مَاْ يَزَاْلُ ظَلَاْمُهَاْ بَاْدٍ هُنَاْ حِقْدٌ تَشَكّلَ رَسْمُهُ بِعَذَاْبِهَاْ نَاْهِيْكَ عَنْ هَذَاْ الّذِيْ وَأَصَاْبَهَاْ فَغَرَاْمُهَاْ قَدْ حَطَّمَتْ بِغُرُوْرِهَاْ تَبْكِيْ عَلَيْهِ حَسْرَةً وَنَدَاْمَةً  فِيْ قَلْبِهَاْ فَتَنَاْثَرَتْ أَحْلَاْمُهَاْ بقلم /سماء الآلام

الفَلْسَفَةُ الَّتِي لَا أَعْرِفُ كَيْفَ أَبْدَأُ بِشَرْحِهَا هِيَ مَشَاعِرُي المُتَخَبِّطَةُ وَثَوْرَتُكَ بِدَاخِلِيَّ  وَرَبِيعُ أُسُودٍ مَاطِرٌ يُحَلَّقُ فِي رُبُوعِي  بقلم / سماء الآلام

لَا يُوجِدُ شَيْءٌ فِي الوُجُودِ أَجْمَلَ مِنْ اِبْتِسَامَةِ شَفَتَيْهِ فَهِيَ وَحَدِّهَا نوارة تُضِيءُ حَيَاتِي بقلم / سماء الآلام

مَجْنُونَةٌ بِمَنْ أَغْرَقَنِي فِي حُبِّهِ وَرَحَلَ عَنِّي بِصَمْتٍ جُنَّ عَقْلِي بَهْوَاهُ وَلَكِنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَشْعُرُ بِي تَرَكَنِي لِتُمَزِّقَنِي مَخَالِبُ الزَّمَانِ وَتُقَلِّبُنِي حَيْثُمَا تَشَاءُ فتارة تَرْفَعَنِي إِلَى عِنَانِ السَّمَاءِ وَأَخِّرِى تُدَثِّرُنِي بَيْنَ التُّرَابِ فَهَلْ سَأَرْتَوِي مِنْ الأَمَلِ بِوِصَالِهِ  أو سأبقى أَتَقَطَّعُ أَلَمَّا فِي غِيَابِهِ   بقلم / سماء الآلام

لَحْظَةُ ضُعْفٍ وَاِسْتِقْوَاءٍ  وَاِنْتِقَامٍ هُوَ مِنْ أَمْرٍ قَدْ مَرَّ عَلَيْهِ الزَّمَانُ تَعَفُّنٌ وَفَاتَ وَلَكِنَّ القَلْبُ لَا يَزَالُ يَنْبِضُ حُقُدًا وَكْرُهَا عَلَى ذَلِكَ الشَّخْصِ المَخْدُوعِ بِبَرَاءَة مِنْ هُمْ حَوْلَهِ  .. ثُمَّ مَاذَا ؟؟ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَرَى إِلَّا قَلْبًا أَصْبَحَ كإسفنجة تَغْرِسُ فِيهَا الإِبَرَ مِنْ كُلِّ الجِهَاتِ لِيُفِيقَ مِنْ غَفْلَتِهِ وَقَلْبِهِ دَام تُمِلَّاهُ الجِرَاحُ هَكَذَا هُوَ يَا غَالِيَتَيْ غُدِرَ الأَصْحَابُ بقلم / سماء الآلام

وَلِلمَسَاءِ حَدِيثٍ  يُؤْرِقُنِي هَذِهِ اللَّيْلَةُ يَبْكِينِي يَقْتُلُنِي أَشْتَاقُ إِلَيْهِ وَلَا يسعني إِلَّا أَنْ أَقُولَ  بِكُلِّ صَبْرٍ وَهُدُوءٍ  رَحِمَاكَ يَا إِلَاهِي عَلَى أبتي  بقلم / سماء الآلام

وَهَا قَدْ مَرٌّ عَامٌّ جَدِيدٌ عَلَى هَذِهِ الذِّكْرَى  الَّتِي اِعْتَصَرَتْ قَلْبِي لِسِنِينَ  وَمُتُّ  وَوُلِدْتُ فِيهَا مِنْ جَدِيدٍ  كُنْتُ قَبْلَهَا  أُنَادِى بمدللة أَبِيهَا  وَمِنْ بُعْدِهَا  قَالُوا عَنِّي يَتِيمَةً  إِنَّي لِأَكْرَهَ الشَّفَقَةَ فِي أُعِينُكُمْ لِي  فَاِرْحَمُونِي وَلَا تُجَرِّعُونِي  كُؤُوسُ المَرَارَةِ فِي كُلِّ عَامٍ  بقلم / سماء الآلام 7 مارس 2001 وفاة والدي

تَخْبِطُكَ بِأَعْمَاقِ قَلْبَيْ  قَدْ أَضَلَّنِي الطَّرِيقُ  فَهَلَا هَدَّأْتُ مِنْ  ثَوْرَتِكَ بِدَاخِلِيَّ  أُرِيدُ قَلِيلًا  مِنْ السَّعَادَةِ الَّتِي  تُضِيءُ ثنايا عَالَمِي  بِاِبْتِسَامَةِ شَفَتَيْكَ  وَتِلْكَ اللمعة فِي عَيْنَيْكَ  وَقَلْبِكَ الخَافِقِ بِشَوْقٍ لِرُبُوعِي  بقلم / سماء الآلام

لِعَيْنَيْك يَهْفُو حَنِينِي وَقَلِّبِي لَك فِي اِشْتِيَاق ٍ وَهَا أَنَا اليَوْمَ أَطِيرُ فِي سَمَاؤُك يَا سَمَاءَ وَدَعِينِي أَمُوتُ بَيْنَ يَدَيْك أَدَمَنَتْك حَتَّى هَمَّتْ  بِك حُبًّا هَذِهِ الكَلِمَاتُ عِنْدَمَا تُنَفَّذُ مِنْ بَيْنَ شَفَتَيْهِ  إِلَى مَسَامِعُ أُذُنِي إِنَّهَا حَقًّا تُجْرِي الدَّمَ فِي عُرُوقِي  بقلم / سماء الآلام

اُسْتُسْقِيَتْ كَأْسُ قُوَّتِهِ المَرُّ وَلَكِنَّنِي عَشِقَّتِهِ أَكْثَرُ  وَكَانَ قَلْبِي يَرْفُضُ أَنْ يَكْرَهَهُ يَوْمًا.. كَيْفَ تُغَلْغَلُ لِأَعْمَاقِي  أَنَا حَقًّا لَا أَدْرِي كُلَّ مَا أَعْرِفُهُ هُوَ أَنَّهُ اِسْتَوْطَنَ قَلْبِي دُونَ أُذْنِي  بقلم /سماء الآلام

وَلِصَبَاحِي نَكْهَةُ المَاضِي وَأَرْصِفَةِ الحَنِينِ تُغْدِقُ قلُبِّيَ فَيَا رَبَّيْ اِرْحَمْنِي بقلم / سماء الآلام

أَهْمَلَتْهُ فَصَارَ صَعْبَ عَلَيَّ اِسْتِيعَابُهُ مَا السَّبِيلُ لِلعَوْدَةِ مِنْ جَدِيدٍ إِلَى أَوْطَانِهُ بقلم / سماء الآلام

قَلْبِي يَسْتَعِرُ مِنْ غِيَابِكَ ذُقْتَ آلَامَ فَقْدِكَ فَرَحِيلُكَ كَتَأْثِيرٍ الدُّخَانُ وَالضَّبَابُ عَلَى عَيْنِي بقلم / سماء الآلام

سَمَاءٌ مُنْذُ سَنَوَاتٍ أَسِيرَةٍ  خَلْفَ قُضْبَانِ الأَلَمِ بَيْنَمَا  رُوحُهَا تُغْدِقُ حَيَاتُهَا صُبُرًا وَأَمِلْ  هَذَا هُوَ مَوْقِعِي مِنْ الحَيَاةِ  بقلم / سماء الآلام

مُنْذُ مَتَى وَأَنَا أَقُولُ لِطَيْفِكَ أَنْ يُرَحِّلَ عَنِّي وَلَكِنَّهُ أَبى  وَلَا يَزَالُ بَيْنَ رُبُوعِ قَلْبِي يَمْرَحُ وَيُرَقِّصُ بِخِفَّةٍ  عَلَى جِرَاحَاتِ قَلْبِي يُدَاوِيهَا ثُمَّ يَنْثُرُ المِلْحُ فَيُدَمِّيهَا  أَمَّا آنُ الأَوَان لِأَنْسَى أَمْ أَنَّك حَقًّا سَتُبْقَى سَاكِنًا فِيهَا  بقلم / سماء الآلام

هُنَاكَ بَيِّنٌ اُضْلُعِي دُفِنَتْ  العَدِيدُ مِنْ الذِّكْرَيَاتِ بَعْضُهَا  تُحَوَّلُ لِرَمَادٍ وَمَا تَبَقَّى مِنْهَا  تَذْكَارٌ نَقَشَتْهُ عَلَى زَوَايَا قَلْبِي  بقلم / سماء الآلام

لَا تَقُلْ لِي غَيْرَتُكَ عَلَيَّ جُنُونٌ لِأَنَّكَ أَفْقَدْتَنِي عَقَلَي فَاليَوْمَ تَتَصَرَّفُ لِي كَالطِّفْلِ تُطَالِبُنِي بالدلال وَغَدَا وَبِكُلِّ بَسَاطَةٍ تَجُرُنِي لِلاِنْفِعَالِ لَقَدْ تَمَلَّكَ رُوحِي جُنُونٌ فِيكَ وَبِعَيْنَيْكَ العَسَلِيَتَيْنِ وَبِهَذِهِ الاِبْتِسَامَةِ الَّتِي أَعْشَقُهَا وَهَا أَنَا أَذُوبُ حُبًّا فِيكَ وَكُلُّ شَيْءٍ مِنْ حَوْلِيَّ يَجْرُفُنِي إِلَيْكَ مِنْ جَدِيدٍ مَرَّةً تُلْوَ الأُخْرَى أَعُودُ لِأَقْبَلَ هَذَا الجَبِينَ بقلم / سماء الآلام كبرى الأغتم

وَعَانَقَتْ صَبَاحِيٌّ بِشُعَاعِ أَمَلٍ رَغْمَ مَا بِدَاخِلِ قَلْبِي مَنْ آلَامٌ وَمَا حَوْلَي حَزِينٌ بقلم / سماء الآلام

. نَقَاءٌ أَنْتَ وَطُهِّرَ لَنْ يَفْهَمَكِ أَحَدُ مِثْلِي بقلم / سماء الآلام

وَلِيَصْرُخْ قَلْبِيٌّ مِنْ وَجَعِ الحَنِينِ كَمَا يَشَاءُ سَتُبْقَى يَدَاهُ مُكَبَّلَةً بالأصفاد خَلْفَ قُضْبَانِ الزَّمَانِ بقلم / سماء الآلام

تلك الملاك التي ما إن تختفي و ترحل حتى ينطفئ ضوء حياتي في ظلها أمي ومن غيرك أنت كنز لي لا يمكن تعويضه ولو طفت جوانب هذه الدنيا كلها .. بقلم / سماء الآلام الله يحفظ لي والدتي و يحميها من كل شر و يمد بعمرها والله يرحم سائر أموات المسلمين اللهم آمين يارب العالمين