كيف أنمي مهارة الحوار لديَّ؟

 

أحببت السؤال، شڪراً لڪ فاطمة ☕🎶

قد يڪون الحديث فيه مسهباً لذا ألتمس منڪ العذر مسبقاً

تستهويني مثل هذه المواضيع و الأسئلة فلا أستطيع أن أڪتفي بسطرين أو ثلاثة أسطر. 

بسم الله الرحمٰن الرحيم 

قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي. (25-28) طه

حقيقة لا يمكن لأي إنسان أن يتحدث محاوراً الآخرين في جميع المواضيع التي تلمس قضايا مجتمعه، لذا عليه أولا أن يحدد الأمور التي يستطيع إبداء رأيه فيها، ومحاورة الآخرين بوعي ومراعاة آداب الحوار، ويجب عليه خفض صوته بحيث يستمع إليه الجميع دون إنزعاج من مستوى صوته أو حدته، ڪما وعلى الشخص دائماً إختيار ألفاظه بطريقة مهذبة ولبقة و من غير إساءة أو التجريح والتشهير، ومن المهم الإطلاع على ما تجهله بطلب التوضيح؛ فيڪون من السهل عليه إبراز الحجة والرد على الآخرين، أو تقبل وجهات النظر دون إحتڪار الموضوع، فعليه السماح لجميع الأطراف بالنقاش، لذا فإن ترتيب الأفڪار التي سيتحدث فيها أمر في غاية الأهمية؛ لأن طريقة التحدث يجب أن تجذب إهتمام الآخرين. 

ومن أسهل الطرق المتبعة في الحوار هي التدرج النقطي عبر وضع رؤوس الأقلام في نقاط مڪتوبة على ورقة. 

فمن غير الإستماع الجيد لن تستطيع فهم الآخرين، وهڪذا لن تڪون عضواً فعالاً في هذا الحوار، وستأخذ فيه مجرى الأعمى الذي ينقاد للآخرين من غير تفڪير. 

بالإضافة إلى أن آداب الحوار هي الرڪيزة الأساسية فيه، فما إن تختفي ستحدث الفوضى، وسيڪون الإستمرار ماهو إلا مضيعة للوقت، والجهد، و مسبباً للمرض، والتعب والإرهاق، أو الصداع المزمن. 

لذا فإن هناڪ الڪثير من الوسائل التي تعزز تنمية ثقافة الحوار لدى الشخص، و من أهمها :

المنزل: ففيه يجب أن يسمح الوالدين للطفل بالحديث ومحاورته حول المواضيع التي تهمه، حتى و إن أخطأ الطفل، فواجب على الأبوين توضيح أسباب الإنفعال، ولماذا سلوڪه وتصرفه أو ما حدث في هذا الموقف أمر خاطئ؟ هڪذا يستطيع الطفل إبداء الندم، أو حتى الدفاع عن النفس، و إظهار الحقيقة التي أخفيت، وڪانت هي سبباً في ڪونه ضحية لخبث الآخرين. 

المدرسة: ففيها المدرس الذي يستطيع من خلال الدروس الإستفادة من مناقشة الزملاء لبعضهم البعض، وجعلها وسيلة من وسائل التدريس، فعلى سبيل المثال يستطيع لجعلهم يتقبلون فڪرة الحوار أن تبدأ من الأصدقاء، ثم لتڪون بهيئة مجموعات حوارية، يشارڪ فرد من ڪل مجموعة، و يطلب الآخرين السماح لهم بالمشارڪة الحرة دون تقييد لمجموعة ما، هڪذا سيڪون النقاش ذا نفع أڪثر من إنقياد ڪل المجموعة لرأي طالب واحد. 

هذا الأمر سيڪون جيداً ونافعا للطلاب خاصة في مرحلة الجامعة، ففيها الطالب عليه بإدارة المحاضرة لعرض مشروعه، خاصة في بعض المقررات الجامعية يطلب منهم تقسيم الدروس بينهم، و تشجيعهم على البحث و الإطلاع، و عرضه فيما لايزيد عن عشر دقائق للطالب. 

فعندما يتعلم الطفل من الصغر إدارة النقاش، و التفاعل فيه، سيڪون ذا شخصية قوية، وإدارية، وصاحب تحليل و فڪر ينتفع به في حل المشڪلات التي تواجهه بقطنة وذڪاء.

ولدينا من جهة أخرى المواقع الثقافية و النوادي الإجتماعية، فهي ترڪز على إبراز هذه الثقافة بين الشباب.

ڪما وأن المساجد لديها دور فعال في هذا الجانب الذي يزيد من الوعي الديني، والإلتزام والثقافة الدينية. 

فالقرآن الڪريم به الڪثير من المواضيع الحوارية و الآيات التي قد يستدل بها المحاور لتعزيز موقفه، أو من خلال السنة و مواقف النبي صل الله عليه وآله وسلم التي قد يحتاج للإستدلال بها. 

ومن غير الممڪن أن يستطيع الشخص التحدث في الناحية الدينية دون أن يڪون ساعياً في البحث و الإطلاع، أو الاستماع للمحاضرات الدينية؛ فهي تعالج الڪثير من القضايا المجتمعية بشتى أنواعها. 

ڪما وأن ورشات العمل التي توضع في جدولة الإجتماعات تفيد الشخص، وتساعده على إڪتساب طرق حل القضايا الطارئة في العمل.

ونحن في عصر إزدهرت وتقدمت فيه التڪنولوجيا وتطورت وسائل الإتصال، فلا يضر أن يڪون الشخص المهتم بالحوار بإنشاء مجموعة مع بعض الراغبين للتحدث ولو مرة في الإسبوع حول قضية في مجال إهتمامهم، هذا يساعد على إبقاء العقل في حالة نشاط و إطلاع دائم، وينمي العقل ويفيد المرء في ڪثير من المجالات الأخرى.

لذا فإن القيمة التربوية المستخلصة من تعليم أطفالنا هذه الثقافة من الصغر، قد تڪون ذات يومٍ أساساً لإڪتشاف المواهب المخزونة في النفس؛ فالحوار ڪمرآة تعكس الجوهر الفڪري للشخص وهو سلاح لهزيمة الجهل وهو من أجمل الأساليب المستخدمة في الإقناع.

بقلم / سماء الآلام

كبرى الأغتم