كيفية امتلاك رأي ناقد


القراءة لا تقتصر على الكتب فحسب و الثقافة لا صلة لها بالكتب فقط فهنالك الكثير من الأمور التي تندرج تحت مسمى الثقافة و لا نتميز بها لأننا قرأنا الكتب بل لأن الحياة علمتنا بعضها و الأساس الأول للثقافة أن يكون لك رأي ناقد تفكر في السطور التي تقرأ كلماتها فتحللها؛ إذا الثقافة في الخروج بفائدة مما نقرأ ونرفع سقف أفكارنا وكمية المفردات التي لدينا، أن يقرأ الإنسان في الأمور التي تنفعه هو الخيار الأفضل إن لم يجد كتاباً يستهويه. 

هذا الموضوع عميق بعض الشيء و لكنني سأحاول التحدث فيه بشكل مجمل دون الخوض في التفاصيل لأنها مقالية بعض الشيء.

التفكير النقدي هو في تحليل السطور باسلوب عرض الحقائق للوصول إلى نتيجة يتم فيها التحقق من سلامة الموضوع أو يتم دحضه وبالتأكيد هو يعتمد اعتماد كبير على التفكير العقلاني المصاحب للشك في كل شيء فدائماً ما يكون للناقد تفاصيل أكبر من الكاتب في جميع الموضوعات.

 ويتبع الناقد توجيه المعلومات بطريقة منظمة أثناء الحديث و يستهويه النقاش والحوار لحل المشكلات باسلوب فعال و ذكي ولديه القدرة على التغلب على الأنانية ودائماً ما يكون له بعض الآراء المغايرة للأعراف و التقاليد و العادات المجتمعية.

 يبدأ الفكر الناقد بفرضية ما ويسعى الناقد للتحقق منها فأما يدعمها أو يدحضها بالبرهان والأسباب ويستمر في تأمل النصوص و يركز على ما هو معقول بأن الفرد قادر على أداءه أم لا. 

وبالنهاية التفكير الناقد هو أسمى أنواع التفكير وأكثرها رقي لتميزه بالقدرة على إصدار الأحكام وفق معايير محددة.

لإكتساب مهارات التفكير النقدي يجب أن يكون الشخص قادر على تنمية بعض المهارات لديه فيجب عليه عدم الخوض في أي موضوع دون البحث و الإطلاع و تكوين دراسة مفصلة و جامعة للموضوع.

 أن يكون على دراية بالفرضيات القائمة أو الأراء المختلفة لدى الآخرين خاصة تلك التي اشتهرت و تم تادولها في الكتب والمواقع الإلكترونية.

 عليه اكتساب مهارة الحوار و تنميتها ليستطيع مناقشة العديد من الآراء المختلفة لأنها ستوصله للقاعدة الموضوعية في الآراء التي جمعها فيحدد الصحيح و القوي منها و يعمل على تعزيز هذه الفرضيات ليقوم بدحض الفرضيات الضعيفة و الغير صحيحة بالنسبة للموضوع الذي يتناوله. 

ثم يعمل على تميز مواطن الضعف والقوة لدى الآراء التي جمعها فيقوم بمناقشتها وتقييمها بطريقة موضوعية عقلانية فيقدم البرهان و الحجة ليقوي موقفه. 

و يستطيع إدارة الحوار بشكل قوي ثم يضيف المزيد من المعلومات للأفكار الجانبية التي يتطرق إليها الحوار ولن يضره دعمها ببعض الحجج و البراهين فهذا يعزز من موقفه. 

لذا فإن أساس مقدرته على امتلاك رأي ناقد هو في قدرة الملاحظة لديه للوقائع و الأحداث ثم تقييمه للموضوعات و القضايا أي يقوم بطرح رأيه مدعوما بالموضوعية بعيدا عن العوامل الشخصية. 

وسيكون بحاجة في هذا الطريق إلى بعض الضوابط التي ستساعده في الوصول إلى شخصية الناقد و المحلل الموضوعي منها النقد العلمي و البعد عن التعصب في الآراء ثم الإبتعاد عن وجهات النظر المتطرفة وعدم القفز إلى النتائج والتمسك بالموضوعية والتخلي عن العاطفية.

بقلم / سماء الآلام

ڪبرى الأغتم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

السبيل لإتقان الكتابة باللغة العربية الفصحى | حصري لـــ جريح الليل

مـــقـــآل : البطالة / بقلمي | جصري لجريح الليل

يكفيك صمت السنين